الحياة الزوجية رباط مقدس وجسر نحو الآخرة :
تعتبر المجتمعات الإنسانية المتعاقبة هي سنام الحضارات الإنسانية التي
سجلها التاريخ , وان أصل هذه الحياة الزوجة وتركيبتها الأساسية كانت نتاج الحياة
الزوجية التي يبنيها رجل وامرأة وينتج عنهما أبناء وهكذا دواليك .
ومن بين الأسس القويمة التي تنبني عليها الحياة الزوجية المودة والاحترام
والحوار والصراحة بين الطرفين وكذا الالتزام بالمسؤولية من طرف الزوجين وعدم
التداخل في الرؤية المستقبلية بينهما ضف إلى هذا الاشتراك في تربية الأبناء كونهما
الخلف الذي سيتكلف بالمسؤولية بعدهما .
فإذا استوت الحياة الزوجية وتطورت إلى المعاملة الراقية ولزم كل طرف فيها
حدوده كانت النتيجة ملازمة لكل منهما وصارت
تلك العلاقة الزوجية ناجحة فلا
داعي لتدخل طرف آخر بينهما فكثيرا ما كان تدخل طرف ثالث في العلاقة الزوجية بين
زوجين سببا كافيا لفساد تلك العلاقة .
هنا لابد على الزوجين أن يحافظا كذلك على السرية بينهما في شؤونهما
الداخلية حتى لا تفسد العلاقة , لأن الزواج ليس مجرد علاقة مفتوحة بين طرفين بل أنها
كثيرا ما وجب ان تكون مغلقة في جوانب يحددها الأزواج فقط حتى دون تدخل الوالدين أو
الصهرين أو حتى الأبناء في كثير من الأحايين ليس لهم الحق في التدخل في كثير من
القضايا بين الأبوين , لذلك الحياة الزوجية ضرورة مقدسة والتزام إنساني ليس سهلا
بقدر ما يراه البعض أنها تبنى على الجنس والفراش والمأكل والمشرب فقط , ربما هذا
الفهم كون لدى اغرب أما في المجتمعات الإسلامية المحافظة فالحياة الزوجية جسر عبور
للآخرة فإما سعادة وإما شقاء .
ولكن توجيهه نحو السعادة أو الشقاء هو بيد الزوجين وحدهما , كما ان هناك من
يرى للحياة الزوجية ان سبب دوامها ونجاحها هو العنصر المادي والرفاهية لكن هذا خطأ
شائع لأن العقلاء هم من يلتزمون البساطة ويتطلعون إلى رغد العيش في حسن المعاملة
والرضا والقناعة الذاتية بين الزوجين المتحابين اللذين يجمعهما رابط روحي أكثر منه
في المادي .
محول الاكوادإخفاء محول الاكواد الإبتساماتالإبتسامات